كيف نحمي أنفسنا من أشعة الشمس؟
منافع التعرض لأشعة الشمس بالنسبة لصحة الإنسان
إن التعرض السليم لأشعة الشمس يحفز الجسم على إنتاج الفيتامين (د)،
وهو فيتامين مهم جدا لنمو العظام وتقويتها، نظرا لكونه يساعد هذه الأخيرة على
امتصاص الكالسيوم من الطعام، كما يمنع ظهور بعض أمراض العظام لدى الإنسان مثل مرض
الكساح أو (لين العظام عند الأطفال)، وهشاشة العظام. كما تلعب أشعة الشمس دورا
أساسيا في تحسين الحالة المزاجية للإنسان، عبر إفراز الهرمونات الطبيعية المضادة للاكتئاب
خاصة هرمون السير تونين، وفي تعزيز جهاز
المناعة وتقويتها عبر تحفيز جسم الانسان لإنتاج خلايا الدم البيضاء لوظيفتها
الرئيسية في تعزيز مناعة الجسم ومقاومته. وبالإضافة إلى ذلك، تستعمل الأشعة فوق البنفسجية
أحيانا كعلاج لبعض الأمراض الجلدية مثل : الاكزيما، الصدفية والبهاق، غير أن درجة
التعرض لهذه الأشعة يجب أن يكون تحت العناية والمراقبة الطبية الدقيقة.
مخاطر التعرض المفرط للأشعة الفوق البنفسجية
تعتبر أشعة الشمس من الضروريات بالنسبة لجسم الإنسان نظرا
للفوائد العديدة التي ذكرناها سابقا، إلا أنها لا تخلو من مخاطر حيث:
- تتسبب
الأشعة فوق البنفسجية في حروق جلدية تبدأ باحمرار الجلد، ثم إحساس بالألم و
بالحريق إلى أن تظهر قشور على جلد الانسان وهي علامة تدل على موت الملايين من
الخلايا؛
- تعتبر
الأشعة الفوق البنفسجية مسؤولة عن الحساسية الجلدية وعن الشيخوخة المبكرة للجلد من
خلال كثرة التجاعيد و كثرة البقع الداكنة على الجلد ناهيك عن الاختلاف في لون
الجلد؛
- تقوم
الأشعة الفوق البنفسجية بإتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد الشيء الذي يمكن أن
يتسبب في الإصابة بسرطان الجلد؛
- تتسبب
الأشعة فوق البنفسجية في أضرار بليغة بالنسبة للعين يمكن أن تظهر على المدى القصير
مثل التهاب العينين، أو على المدى الطويل مثل تدهور خلايا الشبكية و ظهور المياه
البيضاء أو الجلالة (تعتبر السبب الرئيسي لفقدان البصر في العالم، كما أن 20 في
المائة من المصابين بالمياه البيضاء لهم علاقة مباشرة بالتعرض لأشعة الشمس حسب
المنظمة العالمية للصحة) التي تؤدي إلى عتامة
العدسة فينتج عن ذلك منع انتقال الضوء إلى شبكية العين الشيء الذي يمكن أن يؤدي في
نهاية المطاف إلى فقدان البصر؛
- تقلل
الأشعة فوق البنفسجية من مقاومة جهاز مناعة جسم الإنسان للبكتيريا عن طريق تغيير نشاط و توزيع الخلايا المسؤولة عن الاستجابة
المناعية الشيء الذي يمكن أن يزيد من خطر التقاط العدوى، وبالتالي فإن هذا الضعف
في جهاز المناعة يمكن أن يعزز أكثر قابلية الانسان للإصابة ببعض الأمراض المعدية.
في حالة ظهور بقعة أو شامة ذات حافة غير منتظمة، يتغير مظهرها
بسرعة (سواء على مستوى الشكل أو الحجم أو السمك أو اللون) لا تتردد في استشارة
طبيبك أو أخصائي الأمراض الجلدية في أسرع
وقت وذلك من أجل القيام بالكشوفات الطبية اللازمة، تفاديا للإصابة بالميلانوم أو سرطان
الخلايا الصبغية القاتل الذي يعتبر من أخطر أنواع سرطان الجلد حيث ينتشر بسرعة
ليشمل باقي أعضاء الجسم فيؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة غير أنه يمكن الشفاء منه
إذا اكتشف مبكرا.
وإذا كانت الوقاية من أشعة الشمس ضرورية، فإن القيام بكشف طبي
كل سنة لدى أخصائي في الأمراض الجلدية أمر واجب كذلك.
الأشخاص المعرضين أكثر لمخاطر الأشعة فوق البنفسجية
إن الأشعة الفوق البنفسجية يمكن أن تتسبب في أضرار لأي شخص كان،
غير أن بعض الأشخاص معرضين أكثر من غيرهم لمخاطر الأشعة فوق البنفسجية، ولهذا يجب
أخذ الحيطة والحذر أكثر:
- إذا كانت
لديك بشرة فاتحة تحترق بأشعة الشمس بسهولة، شعر أحمر أو أشقر، أو إذا كنت تحصل على
اللون البرونزي من أشعة الشمس بصعوبة؛
- إذا كانت
لديك شامات متعددة (أكثر من 50)؛
- إذا كانت
لديك شامات خلقية (أي منذ الولادة) أو غير عادية كأن تكون عريضة و غير منتظمة؛
- إذا كان أحد
أقرباؤك مصاب بسرطان الخلايا الصبغية؛
- إذا كنت
تقضي وقت طويل تحت أشعة الشمس (مثل العمل في الفضاءات الخارجية)؛
- إذا كنت
تتابع علاجا طبيا أو تتناول أدوية تجعلك أكثر حساسية تجاه أشعة الشمس.
أما بالنسبة للأشخاص ذوي البشرة
البنية أو السوداء فهم أقل عرضة للإصابة بسرطان الجلد نظرا لكثرة الميلانين الذي
تفرزه الخلايا الصبغية لديهم مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الشقراء، غير أنه في جميع
الحالات يجب الحذر من أشعة الشمس والقيام
بفحوصات جلدية بشكل دوري لدى طبيبك المعالج أو أخصائي الأمراض الجلدية.
إجراءات الوقاية من أشعة الشمس
من أجل التمتع بأشعة الشمس بأمان ، ينصح بالخطوات البسيطة
التالية :
- يجب تجنب
التعرض لأشعة الشمس الحارة خصوصا عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية أكثر شدة وذلك
ما بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الرابعة زوالا، لأن خلال هذه الساعات تكون
هذه الأشعة المنبعثة من الشمس أكثر خطورة على صحة الانسان؛
- يجب
البحث والبقاء في أماكن الظل وتجنب أشعة الشمس الحارقة لا سيما عند ممارسة أي نشاط
بالهواء الطلق. وعلى الرغم من استعمال المظلة الشمسية يبقى ضروريا، إلا أن هذا لا
يعني القول أنها تحمي جسم الإنسان بصفة كلية من الأخطار الناجمة عن التعرض للأشعة فوق
البنفسجية؛
- يجب
ارتداء ملابس واقية مثل: قبعة عريضة الجوانب وذات أنسجة ضيقة تمنع تسرب الأشعة لتوفير
حماية للعنق والأذنين والعينين والوجه، وكذا ملابس فضفاضة منسوجة بإحكام تمنع هي
الأخرى تسرب الأشعة لأن من شأنها توفير حماية إضافية لجسم الإنسان، كما يستحسن
ارتداء نظارات شمسية تحمل علامة CE3 أو CE4 والتي من شأنها حجب الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي التقليل إلى حد كبير
من الأضرار التي تصيب العين بسبب أشعة الشمس؛
- يجب وضع
طبقة كافية من الكريم الواقي من أشعة الشمس لتشمل جميع أجزاء الجسم التي لا تغطيها
الملابس، مع القيام بهذه العملية من جديد في ظرف كل ساعتين سواء بعد السباحة أو
العمل أو اللعب في الهواء الطلق، وذلك من أجل التقليل فقط من الآثار الضارة للأشعة
فوق البنفسجية على جلد الانسان، ذلك أن استعمال الكريم الواقي لا يعني مطلقا أنها
تكفي لحماية أجسامنا من مخاطر أشعة الشمس وأنه بإمكاننا التعرض لأشعة الشمس لفترة
طويلة لأن الكريمات الواقية حتى الأكثر فعالية منها لا يمكنها أبدا أن تحد بصفة
كاملة من تسرب الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد؛
- يجب
حماية الأطفال من أشعة الشمس لأنهم أكثر عرضة من غيرهم للتأثر بالأشعة فوق
البنفسجية على اعتبار أنهم يقضون غالبية أوقاتهم في الهواء الطلق، وبالتالي يجب
على الآباء أخذ الحيطة والحذر والعمل على حماية أبنائهم من أشعة الشمس. أما
بالنسبة للرضع الذين لم يتجاوز عمرهم 12 شهرا فيجب أن يبقوا دائما في الظل بعيدين
عن أشعة الشمس. كما يجب الاستمرار في أخذ الحيطة والحذر إلا غاية مرحلة البلوغ حيث
تكون بشرة وعيون الطفل أكثر هشاشة وحساسية وبالتالي لا يمكنها أن تؤدي دورها كحاجز
طبيعي أمام الأشعة فوق البنفسجية خاصة إذا علمنا أن حروقات الشمس والتعرض المتكرر
للأشعة فوق البنفسجية يعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الجلد ولا سيما (الميلانوم)
أو سرطان الخلايا الصبغية عند سن الرشد.