موضوع

الحياة الصحية

الحياة الصحية

كل ما يجب أن تعرفونه عن الكولسترول

ما هو الكولسترول، وما هي وظيفته؟

الكولسترول هو عبارة عن دهون تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم عن طريق الدم، وبالتالي فهو موجود في كل خلية من خلايا الجسم. هذه المادة الضرورية لجسم الانسان يتم إنتاجها بشكل طبيعي من طرف الكبد كما يمكن الحصول عليها من الأغذية الغنية بالكولسترول. وفي الحالتين معا فإن الكولسترول يلعب دورا أساسيا في أداء جسم الإنسان لوظيفته على اعتبار أن هذا الأخير يستعمل هذه المادة في بناء جدران الخلايا وفي إنتاج الفيتامين د (الضروري لتثبت الكالسيوم في العظام). وبالإضافة إلى ذلك فإنه يساهم في ضمان حياة الخلايا و في إنتاج الهرمونات والعصارات الهضمية.

عندما يكون مستوى الكولسترول في الدم طبيعيا فإنه يساهم في بناء خلايا الدماغ، القلب، الجلد، العضلات، الكبد، الأمعاء إلى آخره. وبدون مادة الكولسترول فإن جسم الإنسان لا يؤدي وظائفه بشكل طبيعي. وبالمقابل فإن كمية كبيرة من الكولسترول في الدورة الدموية من شأنها أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل الإصابة بالأمراض القلبية، السكتة الدماغية و السكري.

أين يتواجد الكولسترول ؟

كثير من الناس يعتقدون أن الكولسترول الذي يوجد في الدورة الدموية مصدره التغذية، إلا أنه وعلى العكس من ذلك فإن غالبية الكولسترول الموجود في الدم يتم إنتاجه بشكل طبيعي من طرف الكبد في حين أن النسبة المتبقية يعمل جسم الانسان على امتصاصها من الأغذية التي تحتوي على الكولسترول خصوصا الأغذية ذات الأصل الحيواني مثل مشتقات الحليب، أصفر البيض، اللحوم الحمراء، وبعض أنواع الرخويات والصدفيات. كما أن الأغذية ذات الأصل النباتي مثل الحبوب، الفواكه والخضر يمكن أن تحتوي هي الأخرى على كمية ضئيلة من الكولسترول.

إن جسم الإنسان يقوم بمجهود مهم من أجل ضمان استقرار والحفاظ على معدل كولسترول طبيعي، ذلك أنه حتى مع استهلاك الأغذية الغنية بالكولسترول فإن الجسم يقوم برد فعل طبيعي من خلال تقليص كمية الكولسترول المنتجة من طرف الكبد. أما إذا كان النظام الغذائي للشخص لا يزود الجسم بالكولسترول الكافي فإن الكبد يقوم بالرفع من نسبة إنتاج الكولسترول من أجل الاستجابة لحاجيات الجسم من هذه المادة.  

 

ما هي أنواع الكولسترول ؟

 يتواجد الكولسترول في جدران الخلايا لكي يمنحها الليونة والمرونة والقوة. ولكي يتنقل الكولسترول عبر الأوعية الدموية فإنه يحتاج لارتباطه ببروتينات معينة في الدم. هذا الاندماج بين البروتينات والكولسترول يسمى بالبروتينات الذهنية.  

وعلى الرغم من أن هناك كولسترول واحد إلا أنه يوجد نظامين لتنقل الكولسترول عبر الدم وهي : البروتينات الذهنية عالية الكثافة (HDL) والمعروفة بالكولسترول الجيد لأنها تجمع كميات الكولسترول الزائدة عن الحاجة وتعيدها الى الكبد لإتلافها كنفايات، مما يساعد على منع تراكم اللويحات في الشرايين. ثم هناك البروتينات الذهنية منخفضة الكثافة (LDL) والمعروفة بالكولسترول الضار لأن تواجد كميات كبيرة منها في الدورة الدموية يمكن أن ينتج عنه تراكم اللويحات في جدران الشرايين فيجعلها أكثر صلابة وضيقا مما يساعد على انسداد الشرايين بشكل تدريجي مما يؤدي في الأخير إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو موت مفاجئ. 

ما هي أسباب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ؟

هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم   فإذا كان النظام الغذائي الغني بالدهون يأتي في مقدمة هذه العوامل فإن هناك أسباب أخرى تؤدي إلى نفس النتيجة، وهي كالتالي :

  • الاستهلاك المفرط للدهون ذات الأصل الحيواني أو الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الذهنية المشبعة؛
  • العامل الوراثي والجيني بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث يمكن أن يساهم في حدوث اضطراب على مستوى الكولسترول في الدم من خلال منع خلايا الجسم من التخلص بصورة ناجعة من الكولسترول الضار و كذا الفائض الموجود في الدم أو أن يجعل الكبد ينتج كميات زائدة من الكولسترول؛
  • بعض أمراض الكلي والغدة الدرقية والكبد التي يمكن أن تساهم في حدوث تغييرات على مستوى الكولسترول في الدم. نفس الشيء بالنسبة لبعض الأدوية لمنع الحمل، والأدوية المدرة البول، و الكورتيزون.. التي يمكن أن تتسبب هي الأخرى في ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم؛
  • بعض العادات اليومية يمكن أن تساهم هي الأخرى في الرفع من نسبة الكولسترول في الدم مثل التدخين، استهلاك الكحول، عدم ممارسة أي نشاط بدني، والسمنة.   

 

ما هي التدابير الوقائية التي تمكننا من الحفاظ على مستوى طبيعي من الكوليسترول ؟

إن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم من شأنه أن يعرض الإنسان لمضاعفات صحية خطيرة، من خلال تصلب الشرايين كنتيجة لتراكم اللويحات على جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انسداد الشرايين وبالتالي توقف تزويد القلب والمخ بالدم فيتسبب في النهاية في الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. لذلك ومن أجل تفادي كل هذه المضاعفات فالحل يكمن في الوقاية، وهذا لن يتأتى إلا باتباع الخطوات التالية :

اعتماد نظام غذائي صحي متوازن ومتنوع : من خلال التقليص من استهلاك الدهون و الاعتماد على  الحبوب الكاملة التي يجب أن تكون حاضرة بشكل يومي في جميع الوجبات وكذا الخضر والفواكه و الفواكه الجافة (مثل الجوز،البندق،اللوز) والبقوليات لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تقي من أكسدة الكولسترول ولأنها كذلك تمنع تراكم اللويحات في الشرايين؛

اختيار المواد الدهنية : من خلال تجنب الأطعمة التي تحتوي بشكل مفرط على الدهون المشبعة وتفضيل الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة. كما يستحسن استعمال الزيوت النباتية التي تسمح بالرفع من الكولسترول الجيد مثل زيت الزيتون وزيت الصوجا؛

ممارسة الرياضة : إن ممارسة النشاط البدني يساعد الجسم على رفع مستوى الكولسترول الجيد وخفض مستوى الكولسترول الضار. والعكس صحيح  فنقص النشاط البدني يزيد من خطورة ارتفاع مستوى الكولسترول. ولهذا يجب ممارسة أي نوع من النشاط البدني سواء بالمشي أو الجري أو السباحة... لكم اختيار النشاط الرياضي الذي يناسبكم بشرط ممارسته بشكل منتظم على الأقل من 30 إلى 45 دقيقة يوميا؛

مراقبة الوزن : لأن الوزن الزائد من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وعلى العكس من ذلك فإن المحافظة على وزن طبيعي من شأنه أن يقلل من مستوى الكولسترول الضار ويرفع مستوى الكولسترول الجيد في الدم. وعليه فإن فقدان الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة وممارسة نشاط بدني بشكل منتظم من شأنه أن يحسن من الحالة الصحية للشخص.

الإقلاع عن التدخين وعن شرب الكحول : إن خطورة التدخين وشرب الكحول تكمن في تأثيره المباشر على نسبة الكولسترول الجيد في الدم التي تبدأ بالانخفاض، وعلى جدران الأوعية الدموية التي تصبح أكثر قابلية لتراكم الترسبات الذهنية بداخلها. ولهذا وجب الإقلاع عن التدخين وعن التعاطي للكحول ليس فقط من أجل المحافظة على معدل طبيعي من الكولسترول في الدم وإنما كذلك من أجل الوقاية من أمراض القلب والشرايين. 

فضاء خاص

X

النشرة الإخبارية

X

تطبيقات الهاتف المحمول

X