الدراسات السريرية للقاحات كورونا المستخدمة في المغرب
مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، أصبحت اللقاحات أفضل سلاح للوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها. وقد بدأت العديد من المختبرات الدوائية شركات الأدوية ومؤسسات البحث العلمي في تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد 2.
تشمل مختلف اللقاحات
الجاري تطويرها أساسان لقاحا لفيروس مُعطَّل، ولقاحا ناقلا للفيروس التكاثري وغير
التكاثري، ولقاح الحمض النووي (ADN)
ولقاح مرسل الحمض النووي الريبي (ARNm).
واستنادا إلى الخبرة المكتسبة في مجال البحث وتطوير اللقاحات ضد فيروس كورونا
المستجد، فإن مستهدف اللقاحات يتمحور على البروتينS.
أين وصلت التجارب السريرية للقاحات التي طورتها شركات الأدوية سينوفارم Sinopharm/CNBG و أسترازينيكا CNBG et AstraZeneca؟
لقاح Sinopharm/CNBG:
· لقاح لفيروس معطّل تم الحصول عليه عن طريق زراعة سلالة
من فيروس كورونا المستجد تم عزله من المرضى؛
· فيروس معطّل بشكل مضاعف بواسطة بتا بروبيولاكتون،
ليفقد قدرته الإمراضية ويحتفظ بالخصائص الرئيسية المستضدية لغشاء الفيروس، مما يساعد
على تحفيز الاستجابة المناعية الخاصة بجسم الإنسان؛
· يتم امتصاصه من طرف 0.5
ملغ من هيدروكسيد الألومنيوم لكل جرعة من 0.5 مل.
بعد مرحلة التجارب ما قبل السريرية على خمسة
أنواع من الحيوانات، والتي أظهرت أنه جد آمن (السلامة)، وله قدرة على إنتاج
استجابة مناعية (المناعة)، دخل هذا اللقاح للمرحلتين السريريتين الأولى والثانية.
وقد أكدت نتائج هاتين المرحلتين اللتين أجريتا
على الإنسان في الصين، ما توصلت به نتائج المرحلة ما قبل السريرية لا سيما من حيث
السلامة والمناعة.
هذه الدراسة عشوائية، مزدوجة التعمية وخاضعة
للرقابة، تشمل متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 59 سنة وعددهم 96 في
المرحلة الأولى و224 متطوع في المرحلة الثانية.
ومن بين المتطوعين البالغ عددهم 320 شخص، كان
متوسط العمر هو 42.8 سنة وكانت نسبة الجنسين 1.6 (إناث/ذكور). وقد ظهرت آثار
جانبية في اليوم السابع عند 3 (12.5٪)، 5 (20.8٪)، 4 (16.7٪)، و6 (25.0٪) متطوعين
في المجموعة ذات العلاج الوهمي، وبالنسبة للفئات التي تم تلقيحها ( العدد=24 لكل
مجموعة ) بجرعات منخفضة، وفئات الجرعة المتوسطة والجرعة العالية على التوالي في
تجربة المرحلة الأولى. وبالنسبة للمرحلة الثانية، تلقى المتطوعون الجرعة المتوسطة
في مرحلتين، اليوم 0 واليوم 14 (العدد=84 تم تلقيحهم) ثم في اليوم 0 و اليوم 21
(العدد=84 تم تلقيحهم)؛ كما أن الآثار الجانبية التي ظهرت وتم تحديدها في هذه
المرحلة عند المجموعات الأربعة هي على التوالي 5 (6.0٪)، 4 (14.3٪)، 16 (19.0٪)
و5 (17.9٪). وكان الأثر الجانبي الأكثر شيوعا هو آلام في موضع الحقن، تليها الحمى
ولم تسجل أية آثار جانبية خطيرة.
في نهاية المرحلتين الأولى والثانية، أظهر لقاح
الفيروس المعطل المضاد لفيروس كورونا المستجد، نسبة ضعيفة من حيث الآثار الجانبية
ومناعة جيدة. وسيتم استكمال تقييم الفعالية والسلامة على المدى الطويل بنتائج
تجارب المرحلة الثالثة والتي هي قيد التنفيذ في العديد من البلدان بما فيها
المغرب.
لقاح أسترازينيكا AstraZeneca
لقاح ناقل للفيروس غير التكاثري هو لقاح يتكون من
فيروس خال من الجينات التناسلية والتي لا تشكل خطرا معديا على الجسم، ولكن لديه
القدرة على تحفيز استجابة مناعية.
وقد طورت جامعة أكسفورد (أكسفورد، المملكة
المتحدة) ومختبر أسترازينيكا لقاحا تجريبيا يعتمد على ناقل فيروسي غير
تكاثري عن طريق استخدام فيروسات الشمبانزي الغدية الذي يشفر البروتين السكري
لفيروس كورونا المستجد. وقد أظهر اللقاح مناعة ونجاعة وقائية على غير البشر...،
وتلقت هذه القردة جدولا تلقيحيا على شكل جرعتين في اليوم 0 و اليوم 28 (2·5×10¹0
جسيمات فيروسية لكل جرعة).
وشملت تجربة المرحلتين الأولى والثانية 543 شخصا
ممن تلقوا اللقاح تبعا لجدول للقاحي المتبع من جرعتين؛ نظام من جرعة واحدة ونظام
من جرعتين.
وأظهرت هذه الدراسة تحفيز الاستجابة الخلطية،
والتي تتميز بأجسام مضادة لجليكوبروتين سبايك من نوع IgG المبطلة للمفعول، وكذلك
استجابة من نوع T IFNγ لدى
معظم المتطوعين بعد الجرعة الأولى من اللقاح وارتفاع الاستجابات المناعية الخلطية
بعد الجرعة الثانية من اللقاح. وكانت الاستجابة المناعية الخلطية لدى المتطوعين
ممن تلقوا اللقاح مماثلة، مقارنة بتلك التي تم تجريبها في بلازما المرضى
الذين تعافوا من كوفيد-19.
وكانت معظم الآثار الجانبية (ألم في موضع الحقن،
قشعريرة، تعب، صداع الرأس، شعور بالضيق، غثيان) خفيفة، وتظهر غالبا في غضون 4 إلى
5 أيام بعد تلقي التلقيح. وقد تم تعديل البروتوكول التجريبي ليشمل الاستعمال
الوقائي للباراسيتامول، الذي قلل من الآثار الموضعية والجهازية للقاح.
وقد تم إيقاف تجارب المرحلة الأولى والثانية
لفترة وجيزة، بعد أن ظهرت على أحد المشاركين أعراض على مستوى الجهاز العصبي والتي
لها صلة بمرض التصلب العصبي اللويحي الذي يعاني منه الشخص المشارك في التجربة.
وتجري في عدة بلدان، منذ شهر غشت 2020، تجارب
المرحلة الثالثة حيث تشمل 30000 شخص بالغ. وقد تم إيقاف تجربة المرحلة الثالثة
مؤقتا بعد أن ظهرت على أحد المتطوعين أعراض مطابقة لأعراض مرض التهاب النخاع
الشوكي المستعرض. هذا الأخير ليس له أي صلة باللقاح. وبالتالي تم استئناف التجارب
في المملكة المتحدة في 5 أكتوبر 2020 وفي الولايات المتحدة الأمريكية في 23 أكتوبر
2020.