معتقدات خاطئة عن التلقيح وجب تصحيحها
الفكرة المغلوطة رقم 1: إن تحسين النظافة وتطهير السائل من شأنه القضاء على الأمراض وبالتالي فلا داعي للتلقيح
إن الأمراض التي يمكن أن نلقح ضدها يمكن أن تظهر من جديد إذا
توقفنا عن استكمال التلقيح. ذلك أنه على الرغم من أن النظافة الجيدة وغسل اليدين
وتطهير السائل يساهمون في حماية الأفراد من الأمراض المعدية، فإن العدوى يمكن أن
تنتشر من جديد مهما بلغت درجة النظافة. كما أن عدم تلقيح الساكنة ضد الأمراض من
شأنه أن يترتب عليه ظهور بعض الأمراض التي أصبحت نادرة كشلل الأطفال و الحصبة.
الفكرة المغلوطة رقم 2: للتلقيح آثار جانبية سلبية على المدى الطويل لم يتم معرفتها بعد، كما أن التلقيح يمكن أن يتسبب في الوفاة
تعتبر اللقاحات آمنة جدا، ذلك أن الأبحاث التي أجريت على
اللقاحات بينت على أن خطر الاصابة بمرض ناتج عن التلقيح شبه منعدم، فمن بين ملايين
الأشخاص الذين يتم تلقيحهم سنويا عبر العالم لم يتم تسجيل أية حالة إصابة بمرض له
علاقة باللقاح، علما أنه يمكن أن يتعرض أي شخص للمرض بعد التلقيح ولكن لا يمكن أن
يكون هذا الأخير سببا مباشرا في حدوثه. كما أن العديد من الدراسات التي أجريت عبر
العالم بينت على أنه لا توجد أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بين التلقيح وبين
ظهور أمراض مزمنة.
إن التلقيح هو دواء كسائر الأدوية يمكن أن تنتج عنه بعض الآثار
الجانبية غير المرغوب فيها، لكن هذه الآثار تبقى على العموم جد ضعيفة ومحدودة
بالمقارنة مع ما يمكن أن تتسبب فيه الأمراض الملقح ضدها. وبالتالي فإن مزايا
وفوائد التلقيح تفوق وبشكل كبير المخاطر التي يمكن أن تترتب عليها. ولا شك أنه من دون
هذه اللقاحات سيتم تسجيل عدد كبير من الوفيات.
الفكرة المغلوطة رقم 3: إن الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق التلقيح تم التخلص منها بشكل كبير وبالتالي فلا حاجة للتلقيح
على الرغم من أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق
التلقيح تم القضاء عليها بصفة نهائية في العديد من البلدان، إلا أن الجراثيم
المعدية المسؤولة عن هذه الأمراض تنتشر في العديد من أقطار العالم، وفي عالم
مترابط ومتصل فيما بينه فإن هذه الجراثيم المعدية يمكن أن تنتقل عبر الحدود لتصيب
الأشخاص غير المحميين.
وبغض النظر عن الأسباب الرئيسية التي تدفعنا للتلقيح والمتمثلة
أساسا في حماية أنفسنا من الأمراض و حماية الأشخاص الآخرين المحيطين بنا، فإن نجاح
التلقيح لا يعتمد فقط على الأشخاص المحيطين بنا من أجل وقف انتشار الأمراض، وإنما يستلزم
كذلك تظافر الجهود وتعاون كل شخص على حدى من أجل ضمان صحة جيدة للجميع.
الفكرة المغلوطة رقم 4 : إن أمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها عن طريق التلقيح هي فقط مشاكل عابرة في الطفولة
لا يجب أن نعتبر الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق
التلقيح هي بمثابة مشاكل عابرة في الطفولة. فالأمراض مثل الحصبة والحميراء والنكاف
هي أمراض معقدة يمكن أن تتسبب في مضاعفات حقيقية بالنسبة للأطفال والكبار من بينها : التهاب الرئة، التهاب الدماغ، التهاب
الأذن، العمى، الاسهال، متلازمة الحصبة الخلقية، و الوفاة. كل هذه الأمراض مع ما
يرافقها من آلام ومعاناة يمكن تفاديها بإجراء التلقيح.
الفكرة المغلوطة رقم 5 : إعطاء الطفل أكثر من لقاح في نفس الوقت من شأنه، أن يزيد من الآثار الجانبية الضارة، وأن يثقل كاهل جهازه المناعي
أثبتت الأبحاث العلمية على أنه يمكن القيام بإجراء أكثر من لقاح
في نفس الوقت من دون أن يكون لذلك أي أثر سلبي أو ضار على الجهاز المناعي. فالأطفال
هم عرضة في كل يوم للعديد من الفيروسات و البكتيريا التي من شأنها إثارة الجهاز
المناعي، ذلك أنه بمجرد تناول الطعام مثلا يتسلل إلى جسم الطفل ميكروبات، العديد
منها هي بكتيريات تعيش في الفم والأنف. كما أن مجرد الاصابة بنزلة برد عادية أو
التهاب في الحنجرة يعرض الطفل لأكبر عدد من الفيروسات بخلاف الحالة التي يكون فيها
محمي عن طريق التلقيح.
إن إجراء أكثر من لقاح
في نفس الوقت ينطوي على العديد من المزايا على اعتبار أنه يحد من عدد الاستشارات
الطبية كما يحد كذلك من عدد الحقن (مثلا مزج لقاحات الحصبة والحميراء و النكاف في
لقاح واحد).
الفكرة المغلوطة رقم 6 : ليس للتلقيح أي أثر فعال على الوقاية من الانفلونزا
تعتبر الانفلونزا مرض حقيقي يتسبب في وفاة 000 300 شخص
سنويا عبر العالم، حيث تعد النساء الحوامل، والأطفال والشباب وكبار السن وكل شخص يعاني
من مرض مزمن كالربو أو أمراض القلب، أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب الانفلونزا.
ولذلك فإن تلقيح النساء الحوامل يشكل فائدة وميزة إضافية من
شأنه حماية مواليدهم الجدد من الانفلونزا خاصة إذا علمنا أنه لا يوجد في الوقت
الراهن أي لقاح ضد الانفلونزا بالنسبة للرضع أقل من 6 أشهر.
إن غالبية اللقاحات توفر حماية ضد الأمراض التي تعد أكثر
انتشارا في فصل معين، وبالتالي فإن أفضل وسيلة للحد من مخاطر التقاط الانفلونزا
وكذا نقلها للأشخاص الآخرين، هي التلقيح.
الفكرة المغلوطة رقم 7 : من الأفضل أن نكتسب مناعة عن طريق المرض أكثر منه عن طريق التلقيح
إن اللقاحات تحفز جهاز مناعة الجسم فتساعد على كسب مناعة شبيهة
بتلك الناتجة عن الاصابة بالمرض، إلا أن ما يميزها هو أنها لا تؤدي إلى إحداث
المرض. إنها بهذا لا تتسبب للشخص بمرض يمكن أن يكون أكثر تعقيدا بل العكس من ذلك فالمرض
هو الذي يمكن أن يترك ورائه مضاعفات وخيمة كالعيوب الخلقية في حالة الاصابة بالحصبة،
والوفاة عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالحميراء.
الفكرة المغلوطة رقم 8 : إن التوحد هو مرض ناتج عن اللقاحات
إذا كانت بعض الدراسات السابقة تشير إلى إمكانية وجود علاقة بين
اللقاح المضاد للحميراء والحصبة والنكاف واضطرابات التوحد، فإن الدراسات الوبائية
التي تتوفر عليها منظمة الصحة العالمية أثبتت بكيفية لا تدع مجالا للشك، على أنه
لا توجد أية علاقة سببية بين اللقاحات المذكورة و بين اضطرابات التوحد.